المقالات

الحفاظ على الجيل الناشئ والأجيال القادمة

الحفاظ على الجيل الناشئ والأجيال القادمة

نسعى في ائتلاف القوى الديمقراطية للسلام والوئام أن ننقذ الأجيال القادمة من ويلات الحروب الناتجة بشكل أساسي جراء صراعات كامنة جوهرها الولاءات والانتماءات الضيقة،

 

 طبعاً اليوم من أهم المخاطر في استمرار الحرب بالإضافة إلى استنزاف الشباب والخلل الذي سيطال الجندر، هو قدوم مجيء جيل جديد مؤدلج؛ فأطفال اليمن اليوم يتم غسل أدمغتهم للآسف في المساجد وفي دورات التثقيف في صنعاء وصعدة وجميع مناطق سيطرة جماعة أنصار الله الحوثيين، وعليه سيصبح الجيل الناشئ خطراً على نفسه وعلى اسرته وعلى بيئته التي يتواجد بها، خطراً على أمن وطنه، بل وعلى الأمن الإقليمي و وكذا الدولي. 

عالم اليوم هو عالم العلم والمعرفة والتكنلوجيا، وما يرتكب من اجرام في حق أطفال اليمن من غرس ثقافات منحرفة في أدمغتهم، واستخدامهم في الحرب العبثية من خلال تجنيدهم والزج بهم في الجبهات هي أمور يرفضها كل من لديه عقل سليم، وحسب المثل الذي نعرفه جميعاً "التعليم في الصغر كالنقش في الحجر"، ومن هنا ما تمارسه مليشيات الأنصار في المحافظات الخاضعة لسيطرتها يتنافى مع كل ما هو متصل بحقوق الطفل، هذا الأخير الذي من المفترض أن يعيش طفولته ويأخذ نصيبه من المرح ومن التعليم، والاهتمام الصحي والرياضي، هذا الطفل الذي لا بد من أن نغرس فيه قيم الولاء الوطني، قيم التسامح والإخاء ونبذ ثقافة الأحقاد والكراهية والغلو والتطرف...

    أطفال اليوم هم شباب المستقبل وعماد الوطن وخط دفاعه الأول، وحتى يكون لدينا جيل شاب قادم، سوي، مليء بالحيوية والطموح، متشبع بالولاء الوطني، سليم الفكر، جيل بعيد عن العرقية، والطائفية، والذهبية، بعيد عن المناطقية والجهوية، بعيد عن التخندق والتصلب والتعصب في المواقف، بعيد الثارات والأحقاد، من أجل الحافظ على الهوية اليمنية من التجريف يجب علينا أن نضغط من أجل تسريع إحلال السلام السياسي في اليمن وإيقاف الحرب العبثية المستمرة منذُ سبع سنوات، إيقافها بدون قيد أو شرط.

   إن الحفاظ على أطفال اليوم هو حفاظ على أطفال المستقبل، الذي لا بد وأن يعيشوا في ظروف غير هذه الظروف الكارثية التي يعيشها أطفال اليوم، والذي كان المتسبب الأساس بها هم تجار الدين والساسة المتصارعين على السلطة، حان الوقت لنعمل جميعاً بمختلف اتجاهاتنا لأجل وقف الحرب وانهاء معاناة أطفال اليمن، ولنتناسى خلافاتنا التي تم صناعتها لنا بعناية من قبل من كنا نظن فيهم خير، ولنلتفت نحو مستقبل أطفالنا الذي نحن مسؤولين عليه، مسؤولين بتوفير الحياة الكريمة والعزيزة لهم وللأجيال القادمة من بعدهم، لأنهم إن صلحوا سيصلح حال من بعدهم. في الحقيقة، لن يقف أمام وقف الحرب واحلال السلام في اليمن إلا تجار الدين وإمراء الحرب وكل من لديه مصلحة في استمرارها.

 

مقالات ذات صلة

دور الشعب في وقف الحرب وإحلال السلام

دور الشعب في وقف الحرب وإحلال السلام

خلق الولاء الوطني

خلق الولاء الوطني

المتواجدون حاليا

17 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

بحث