بقلم د. علي الخولاني(*)
خمسة سياقات تضمنتها التهنئة القصيرة والمركزة للسفير أحمد علي عبدالله صالح بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام. هي في حقيقة الأمر ليست مجرد تهنئة بل هي أسس وموجهات ومحددات أولية لتحرك السفير أحمد علي عبدالله صالح خلال المرحلة المقبلة.
مدخل:
بدأ نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام أحمد علي عبدالله صالح، في توجيه تهنئته للشعب اليمني الذي وصفه بالعظيم، ثم لأعضاء المؤتمر الشعبي العام وأنصاره وحلفاءه، ثم ترحم على الشهداء وفي مقدمتهم القائد المؤسس الزعيم علي عبدالله صالح والأمين عارف عوض الزوكا وكل الراحلين من رفاقهما المؤسسين لهذا التنظيم الوطني الرائد. بعد ذلك حيا كل المخلصين-الصامدين من قيادات وكوادر المؤتمر الشعبي العام.
الملاحظ في تهنئة السفير عدم وصف المؤتمر الشعبي العام بالحزب، بل وصفه بعدة أوصاف منها: التنظيم الوطني الرائد، التنظيم الوطني الكبير، الرقم الصعب، الرهان للشعب اليمني، ووصف السفير أحمد علي السير على درب المؤتمر الشعبي العام وميثاقه الوطني بدرب الوطن والشعب الذي لا حياد عنه ولا تفريط فيه، ووصفه بالحاضر الدائم في المشهد السياسي اليمني. كذلك جعل ،السفير أحمد علي، المؤتمر رديفاً للأمن والأمان والتنمية والتقدم، وتجسيداً للإعتدال والوسطية والتسامح.
بعد ذلك أكد أحمد علي أن سجل المؤتمر حافل بالإنجازات والتحولات الكبرى على مختلف الأصعدة السياسية والديمقراطية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية، وهي محفورة في ذاكرة كل يمني شريف.
أولاً: سياق المبادئ والثواب والقيم:
في هذا السياق يؤكد السفير أحمد علي عبدالله صالح، على القيم والثوابت والمبادئ التي يؤمن بها وكانت اساساً في تنشئته الاجتماعية، كما تعتبر المحد الرئيس لسلوك السفير أحمد علي سياسياً على المستويين الوطني والدولي؛ فالصبر عند السفير أحمد علي هو السبيل للوصول لمرحلة انتصار المبادئ.
تطرق إلى مصطلح المبدأ بخمسة أشكال: كقوله لم يتزحزح عن مواقفه ومبادئه، الذين ظلوا أوفياء لمبادئهم، في سبيل الانتصار لتلك المبادئ، المواقف المبدئية، ....ميثاقه الوطني وهو درب الوطن والشعب الذي لا حياد عنه ولا تفريط فيه.
كذلك تطرق إلى الصبر بعدة معاني: كقوله ..ظروف وتحديات وضغوطات كبيرة ظل يعيشها المؤتمر ويجابهها بكل صمود وثبات ولم ينكسر أو يتزحزح عن مواقفه ومبادئه، ..المخلصين الصامدين .. الذين ظلوا أوفياء لمبادئهم وتحملوا الكثير من المعاناة في سبيل الانتصار لتلك المبادئ والانتصار للوطن.. وعززت من صموده وقدرته على المجابهة.
أيضاً تطرق إلى أن بناء اليمن القوي يكون في ظل راية الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية والعدالة والمواطنة المتساوية، وأن تحقيق تطلعات أبناء الوطن يكون في ظل الأمن والسلام بعيداً عن صراعات الدم والدمار. كما أكد على الانحياز لصالح الشعب والوطن... والعمل من أجل اليمن أولاً وأخيراً.
ثانياً: سياق العمل السياسي الوطني:
في هذا السياق كل بند مكمل للبند الآخر
1- المؤتمر الشعبي العام لن يقف متباكياً على أطلال الماضي أو مكتوف اليدين إزاء ما يتطلب منه من واجب وطني.
2- المؤتمر الشعبي العام له رؤيته لانتشال الشعب مما يعانيه وله دوره الفاعل، بإذن الله، إلى جانب كل الخيرين من أجل استعادة الدولة وتحقيق الاستقرار والسلام.
3- بناء اليمن القوي في ظل راية الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية والعدالة والمواطنة المتساوية.
4- يؤكد السفير احمد علي على ضرورة -المزيد من تقارب القوى الوطنية.
5- يؤكد على ضرورة تجاوز الماضي وفتح صفحة جديدة فيما بينها من أجل توحيد صفوفها وتضافر جهودها للعمل معاً من أجل الانحياز لصالح الشعب والوطن.
ثالثا: سياق اصلاح وإعادة هيكلة الشرعية:
أن يقوم مجلس القيادة الرئاسي والحكومة وكل المؤسسات الدستورية والجهات المعنية إلى العمل من الداخل من أجل إعادة بناء مؤسسات الدولة.
رابعاً: سياق عمل الشرعية وواجباتها وهدفها:
تلمس أحوال المواطنين عن كثب ومعالجة قضاياهم المعيشية الصعبة والتخفيف من معاناتهم وتحسين الأوضاع الأمنية والاقتصادية والصحية والخدمية والعمل من أجل اليمن أولاً وأخيراً.
خامساً: سياق المستوى الخارجي بشقيه الإقليمي والدولي:
تحدث السفير في نهاية تهنئته على ملف مهم جداً لليمن وهو ملف العلاقات الخارجية والذي أكد أن اساسه هو التعاون الإيجابي مع الأشقاء والأصدقاء.
وفي نهاية تهنئته يختم نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام أن الهدف المنشود للوطن اليمني يتجسد في تحقيق آمال وتطلعات أبنائه وفي لملمة شتاته واستعادة قدراته وتحقيق انطلاقته المنشودة في ظل الأمن والسلام بعيداً عن كل صراعات الدم والدمار وبالتعاون الإيجابي مع أشقاء اليمن وأصدقائه. وحث الجميع على أن يكونوا عند مستوى تلك الآمال والتطلعات.
(*) رئيس المركز اليمني المستقل للدراسات الاستراتيجية
